المقدمة ..
ظهرت الحرف اليدوية مع ظهور إبن آدم من الأزل و كانت نتيجة للظروف البيئية التي عاشها و
التي كانت تنيط به.
و ظهرت أول مظاهر الإحتياج لدى الإنسان في حاجته للحماية و لتدفئة الجسد و تغطيته و عدد من الإحتياجات الأخرى المختلفة. و بعد ذلك بدأت بالتغير و التطور بناء على الشروط المحيطة ..
و ظهرت أول مظاهر الإحتياج لدى الإنسان في حاجته للحماية و لتدفئة الجسد و تغطيته و عدد من الإحتياجات الأخرى المختلفة. و بعد ذلك بدأت بالتغير و التطور بناء على الشروط المحيطة ..
هنا سنسلط الضوء على واحدة من تلك الحرف آلا وهي
حرفة خياطة وصناعة البشوت ( المشالح )
..فما المقصود بالبشت .. «البشت مسمى فارسي
لقطعة اللباس فوق الثوب ويصنع من الصوف أو الوبر فهو قطعة من القماش تكسو الجسم من
الأكتاف إلى الأقدام ومفتوحة من عند الرقبة إلى الأسفل، وفتحتا الأكمام ضيقتان
وتطرز حواشي الفتحات بخيوط الزري وهو لباس رسمي يرتديه رجال الدولة والأعيان وكبار
شخصيات البلاد كما يلبسه العرسان في حفل الزواج .
صناعة البشــــــــــوت وخيـــاطتها ..
يصنع البشت من وبر الجمال وصوف الماعز حيث يتم غزل هذه المادة ثم يصنع منها القماش الذي يكون جاهزا لاستخدامه
وتأتي عملية خياطة البشت بعد عملية غزل الصوف وبخيوط قطنيةحسب لون البشت وتستغرق وقتا طويلا ودقة ومهارة إذ لم تكن هناك مكائن خياطة قديما كما هو الحال اليوم ولذلك فقد كان البشت يعد كاملا من البداية حتى النهاية يدويا، وتقوم بخياطته أيدي ماهرة لذا ترتفع اثمانه مقارنة بأنواع البشوت التي تحاك باستخدام الآلة في وقتنا الحالي وهي عادة ما تكون باسعار اقل وغالبا ما يستخدم صوف اللاما لحياكة هذه الانواع من البشوت
وإن البشت يتكون من قطعتين رئيسيتين أفقيتين متصلتان ببعضهما وما أن يطلب الشخص نوع البشت فإنه يفصل حينذاك على حسب طوله إلا أن التطريز الذي يكون على الجوانب يستغرق فترة غير قصيرة وهو أهم مافي البشت بعد نوعية القماش، ويطلق على هذا النوع من التطريز الزري، وهذا التطريز يوضع على حواف البشت وحول الرقبة ويصل هذا التطريز إلى نصف قامة الرجل وقد يكون هذا التطريز سميكا وقد يكون رقيقا حسب نوعية البشت ذاته وحسب رغبة الزبون نفسه، أما على فتحتي اليدين فإن هناك شريط ذهبي يبدأ من الأكتاف إلى نهاية فتحتي اليدين كما أن هذا الشريط يمررعلى فتحتي اليدين أيضا يطلق عليه "المكسر"، ويضاف إلى هذا كله مايعرف بالعميلة أو "القيطان" وهي خيوط متدلاة من جوانب البشت العليا وبها كرات صغيرة ذهبية أيضا.
تنقسم البشوت إلى نوعين، الصيفية وهي ذات غزل ناعم الملمس وعادة ما يكون
غالي الثمن لطول فترة حياكته وخيوطه الجيدة اما البشت الشتوي وهو من الخيوط
الخشنة كالوبر ولاتكون عادة بنفس الدقة المطلوبة من البشوت الصيفية الناعمة
واشهرها العباءة البرقة وعادة ما تكون باللون الأبيض أو الاسود وكذلك البشت
الدربوية ويمتاز بالزري العريض على جوانبه وغالبا ما يلبسه العريس.
وباختلاف أنواع البشوت حسب جودتها نجد ان هناك
طرقا لكل نوع على حدة من حيث طيه فالبشت الناعم يحتاج إلى طرق خاصة من حيث
الحرص الشديد حتى لا يتعرض للثقب أو النتل لشدة نعومته مقارنة بالبشت الخشن
وقد اشتهر أبناء مدينة الاحساء بشرق المملكة العربية السعودية بصناعة اجود أنواع البشوت والذين اعتمدوهم الملوك والامراء وكبار الشيوخ لخياطة بشوتهم الخاصة
وقد اشتهر أبناء مدينة الاحساء بشرق المملكة العربية السعودية بصناعة اجود أنواع البشوت والذين اعتمدوهم الملوك والامراء وكبار الشيوخ لخياطة بشوتهم الخاصة
وتنوعة البشوت الحساوية إلى عدد من الأشكال المختلفة، وأكثر البشوت طلبا «الملكي»
حيث يعد أكثر تداولا، ثم المنديلي والطابوق والسف والمبروم والمتوسع وغيرها .
اشكال الزري
وتوجد ثلاث طرق رئيسية لخياطة ( تطريز ) البشت:
الزري الذهبي: وهي الخيوط الذهبية التي كانت تجلب من فرنسا وتجلب أيضا من الهند إلا أن هناك نوع ثالث اليوم وهو الألماني.
الزري الفضي: وهي الخيوط الفضية التي تجلب أيضا من الخارج وقد تكون تصاميمها تماما مثل الزري الذهبي أو مختلفة حسب الطلب.
الخياطة بالبريسم: وفي هذه الطريقة لايحتوي البشت على أي نوع من أنواع الزري إذ توضع عليه خيوط البريسم بطرق متعددة وهذه الخيوط هي خيوط حريرية.
الطرق الرئيسية لاتعني عدم وجود طرق أخرى ومنها مزج الزري الذهبي مع الفضي، أو مزج الزري الذهبي مع البريسم وهكذا.
وهنا صور توضح اشكال الزري ..
الزري الذهبي: وهي الخيوط الذهبية التي كانت تجلب من فرنسا وتجلب أيضا من الهند إلا أن هناك نوع ثالث اليوم وهو الألماني.
الزري الفضي: وهي الخيوط الفضية التي تجلب أيضا من الخارج وقد تكون تصاميمها تماما مثل الزري الذهبي أو مختلفة حسب الطلب.
الخياطة بالبريسم: وفي هذه الطريقة لايحتوي البشت على أي نوع من أنواع الزري إذ توضع عليه خيوط البريسم بطرق متعددة وهذه الخيوط هي خيوط حريرية.
الطرق الرئيسية لاتعني عدم وجود طرق أخرى ومنها مزج الزري الذهبي مع الفضي، أو مزج الزري الذهبي مع البريسم وهكذا.
وهنا صور توضح اشكال الزري ..
ماهي مادة البشت؟
من المعروف بأن البشت يصنع من أصواف الجمال
والماعز حيث يتم غزل هذه المادة وذلك يستغرق مدة زمنية ثم بعد ذلك يصنع منها
القماش الذي يكون جاهزا لاستخدامه كبشت، هذه هي المرحلة الأولى لإعداد مادة البشت،
ولكن هناك أنواع أخرى من خام القطن أو الحرير استخدمت للبشوت إلا أنها قليلة
والسبب في قلة استخدام الحرير كبشت هو تحريمه على الرجال، ولكن استخدم الصوف أكثر
من غيره باعتبار ديمومته وطول عمره، أما بالنسبة للبدو فقداستخدموا وبر الجمال على
نطاق واسع كما أنهم كانوا يصدرون المادة الخام من الجلد والصوف لمناطق الحضر
لإعدادها كأقمشة للبشوت وغيرها
أهم أنواع
البشوت:
إن البشوت تصنع لفصلي الصيف والشتاء، والبشت الصيفي يمتاز
بخفة وزنه ورقة قماشه، أما الشتوي فهو على عكس ذلك فإنه ثقيل ويكون ممتلئ بالصوف
والوبر ليكون أكثر دفئا، هذا كان سابقا أما اليوم فإن البشت له أربعة فصول حسب
فصول السنة أو ثلاثة فصول على الأقل وتعتمد على نوعية القماش فالقماش الثقيل
الدافئ الثقيل للشتاء والقماش المتوسط للربيع والخريف، والقماش الرقيق الخفيف
للصيف.
ومن اهم الاقمشة
التي تستخدم في حياكة البشوت هي..
1- النجفي: نسبة إلى مدينة
النجف الأشرف العراقية وهو أرقى الأنواع على الإطلاق من حيث جمال منظره وخفته ودقة
غزله إذ كلما كان دقيقا كان أجود، ويعد من أفضل البشوت الصيفية.
2- البوشهر: نسبة إلى مدينة
خرمشهر بإيران وهناك أيضا من الأنواع الراقية، «وكان هذا النوع يغزل بالأيدي هناك
ويصنع بالأحساء وهو من الدرجة الأولى لا يلبسها إلا الأعيان علما بأن هذا النوع لا
يأتي صافيا في اللون وهذا النوع من البشوت الشتوية.
3- الدورقي: نسبة إلى مدينة الدورق الإيرانية
المعروفة حاليا بـ(الفلاحية) وهي من بلاد مقاطعة خوزستان، التي يغلب على طابع
أهلها مهنة الغزل اليدوي، ومشاغل الحياكة في الأحساء يستوردون خيوط الغزل منها ومن
العراق بعدة ألوان منها الأبيض والسكري والأصفر والبني والأسود، و يعد منتج مشاغل
حياكة الأحساء من هذا النوع من أفضل المنتجات لنعومة صوفه إذا ماقورن بالأصواف
المحلية، وهذا النوع من البشوت الصيفية فهو ما بين 300-400غرام .
4- المعلمة: بشت مميز وسمي بذلك لأن ظهرها
الأعلى (الكتفين) به نسيج مطرز من الوبر والقصب وخيوط الحرير، محاكة بطريقة تحجز
الوبرعن القصب، وإعداد هذا النوع بهذه الطريقة يتم أثناء الحياكة، وقد اشتهرت
مشاغل الحياكة في الأحساء بمهنة هذا النوع المتميز أما وبره فيؤتى به من إيران،
وهو من البشوت الشتوية.
5- المدخل: وهي من العباءات المصنعة من
الأصواف المحلية وألوانه منحصرة في الأسود والبني والبدري (السكري) وذلك حسب الوان
الأغنام المحلية، حيث يراعى في اختيار أصوافه أن تكون ناعمة وجيدة، ومن لون واحد
فقط، وعادة مايراعى أن يخاط عليه بالقصب إذا كان لونه أسود وهي من العباءات
الشتوية.
6- البرقة: هي نفس عباءة المدخل ولكن تختلف
عنها بأنهم يمزجون بين الألوان الثلاثة الأسود والبني والبدري، وذلك بمقاس 25 سم
لكل لون وهكذا حتى تنتهي العباءة وهي لباس أهل البادية في فصل الشتاء .
7- المزوية: وهي من العباءات الخشنة الملمس
الشتوية، وهي لباس البادية والطبقة الفقيرة، وصوفه محلي يجلب من البادية، وعادة ما
يستخدم فيه الأصواف التي لا تصلح لنوعية (المدخل) أو (البرقة) السابق ذكرهما .
أما بعد النهضة وتطور صناعة النسيج في العالم بدأت منافسة حادة على نوعية البشوت المذكورة حيث ظهر إلى حيز الوجود نوعيات جديدة كما يلي:
1- (اللندني) و(الونيشن ): الأول يجلب من
بريطانيا، والآخر من اليابان وهما من الأقمشة الصيفية و بألوان عدة كثيرة، وقد سدت
مسد الأقمشة الصيفية المستخدمة قديما كـ(النجفي)، و(الدورقي)غير أنها ليست بنفس
الجمال والرقة إذ لازالت البشوت المصنوعة يدويا تطلب من قبل النخبة. ومن الجدير
بالذكر أن من اللندني نوعية سميكة تدعى (بو قاطين)، وأخرى بصناعة يابانية حديثة
أخف من اللندني تدعى (بو قاط)، أما الونيشن الياباني فقد أنتج منذ ما يقارب من
30سنة وهو قليل الاستخدام في الفترة الحالية.
2- المرينة: وتصنع في عدة أماكن منها في مصنع
شركة النسيج الوطنية بالأحساء ومنها في سوريا، أو من مصنع بوحليقة في أبو ظبي.
وهذه سدت مسد الأنواع القديمة مثل (المدخل) و (المزوية) و( المعلمة) و(البرقة).
وإذا كانت هناك أعدادا قليلة من أنواع الأقمشة من قبل وهي ذات مسميات محدودة فإن البشوت اليوم أصبحت متعددة في كل شئ، في الشكل والسعر واللون والنوع، وكما اسلفنا فقد دخلت سوق البشوت كل من بريطانيا واليابان وقد أصبحت لأقمشة هذين البلدين سمعة طيبة لدى زبائن البشوت وقد أطلق على هذين النوعين بشت لندني أو بشت ياباني بعد أن كان يأتي من بلدان عربية في الغالب ومنها الخليج وسوريا والعراق.وأسعار البشت قديما كانت غالية ومنها بعض الأنواع الرخيصة إلا أن البشت النجفي قد حافظ على سعره منذ القدم وحتى اليوم، وتتراوح أسعار البشوت اليوم ابتداء من 300 ريال سعودي إلى 10000ريال وقد يستغرق عمل البشت من البداية حتى النهاية مدة أسبوعين أو ثلاثة أسابيع
وهناك عدة أنواع من البشوت ومنها ..
الملكي أو المندلي والحساوي والسورتي والموسع والمسودس والمروبع .
مراحل انتاج البشت:
يمر البشت بمراحل
عدة حتى ينتهي بشكله النهائي هي:
- الترسيم: ويتم فيها تحديد معالم اليدين والظهر وذلك بخيوط قطنية.
- تركيب البطانة: ويتم في هذه المرحلة خياطة قطعة من قماش أصفر تجهيزا لخياطة الزري عليه.
- تركيب الفراش: وفي هذه المرحلة يتم تركيب مجموعة من الخيوط المجموعة إلى بعضها تجهيزا لمرحلة خياطة (تركيب الداير).
- تركيب الداير: وفي هذه المرحلة تتم عملية خياط الداير بالزري المثبت بالخيوط الحمراء على الفراش.
- عمل السمط: وفي هذه المرحلة من عملية خياطة السمط بعد الداير ويتراوح عددها من سمط واحد إلى خمسة سموط.
- عمل الهيلة: وفي هذه المرحلة تتم عملية حشو المنطقة الوسطى في كرمك البشت وذلك بالزري وهوعلىشكل معين أو مثلث في وسطه مربع كما في البشت السوري.
- عمل الطوق: وفي هذه المرحلة يتم عمل داير ثاني فوق الهيلة وتدعى بالطوق لأنه يطوق الهيلة.
- عمل سمط ثاني: وذلك بعد الهيلة.
- عمل بروج: وهو على نوعين أحدهما يدعى (شل) وآخر (بطح)،والذي يتعامل في الفترة الحالية هو (البطح) وقد قل الطلب على الشل في الفترة الحالية من عام 1411هـ.
- المكسر: وهو على نوعين من حيث الموقع أحدهما يدعى (سراجة) وهو فوق التركيب، والآخر يدعى بالمتون وهو على الأكتاف والذراع والأسوار على اليد، كما يعمل على أسفل الأسوار على الأيدي يدعى (الكنجل).
- اللمعة: وموقعها على (السراج) وهي عادية تكون موازية للخيوط البيضاء في الهيلة.
- تركيب القيطان: هو خيط حياكة زري بداخله قطن ويركب على مكسر (السراجة) وعادة ما ينتهي طرف هذا الخيط بكرتين مليئتين بالقطن، ومكسوتين بالزري يتدلى منها ثلاثة خيوط في أطرافها ثلاث كرات صغيرة من القطن المكسو بالزري أيضا.
- البرداخ: وهي عملية طرق شريط الزري المذهب، بإستخدام المطرقة الحديدية، على قاعدة خشبية، حيث يوضع البشت عليها.
- الصقال: وفيها يتم إعادة عملية البرداخ بالطرق مرة أخرى، لتلافي الانخفاضات في شريط الزري المذهب.
- الخبانة: وفيها يتم شبك قطعتي البشت، العلوية المطرزة بالزري، بالقطعة الأخرى التي تمثل بقية البشت، حيث يراعى فيها طول الذي سوف يرتديه.
ومن الجدير بالذكر
أن عملية خياطة كل من (التركيب، والهيلة، والطوق، والبروج) تدعى بالكرمك.
البلدان التي اشتهرت بصناعة البشوت
منطقة الخليج العربي و على رأسها الإحساء في شرق
السعودية المعروفة بصناعة النسيج لقرون عديدة، حيث كان البشت الإحسائي غني عن
التعريف في الخليج العربي وفي مناطق أخرى، وقد صنع البشت هناك كاملا بكل تفاصيله
بدءا بالغزل ثم صناعة القماش ثم التطريز بالزري، كما عرفت البحرين بهذه الصناعة
أيضا حيث كان هناك من يخيطون البشوت على نطاق واسع فيها، وعرفت الشارقة في
الإمارات العربية المتحدة بصناعة النسيج حيث كان هناك مصنعا كاملا لذلك فيها وقد
اشتهر بشت "الشارجة" الشارقة بين البشوت في الخليج العربي ويقال بأن بعض
الحجاج كانوا يسألون عن البشت "الشارجي" حين يحجون، وعرفت عمان كذلك
بهذه الصناعة وكان يعرف في عمان بشت "نزواني" نسبة إلى منطقة نزوى أما
البشوت الأخرى التي تصنع خارج الخليج فمن أشهرها البشت النجفي الذي يلبسه الكثير
من الناس لتميزه بخفة القماش ومايزال يحتل هذا القماش مكانة كبيرة عند أبناء
الخليج وقد استورد من النجف الأشرف في العراق ولذلك أطلق عليه اسم النجفي.
أنواع البشوت
لعراقة مهنة خياطة البشوت ولحيازة البشت مكانته
المرموقة كزي رسمي في كثير من الدول العربية لا سيما الخليجية منها، أدى ذلك إلى
تنوع أشكاله وأسمائه حسب المناخ والأعمار والمستوى الاجتماعي فضلا عن ألوانه،
ويمكن أن نصنفه من حيث النقشات إلى مايلي:
- 1- المنديلي: وهو أشهر أنواع الخياطة وأقدمها وأكثرها رواجا،واكتسبت تسميتها بذلك نسبة إلى الأمير محمد بن منديل أحد أمراء نجد قبل الدولة السعودية الثانية.
- 2- السوري: وهي خياطة حديثة إذا تم قياسها بالنسبة إلى المنديلي، وأصلها خياطة أحسائية غير أنها هجرت فترة من الزمن ثم عاد عليها الطلب على أثر عمل العمالة الأحسائية في سوريا و تتعدد تسميات خياطته بزيادة عرض خياطة الزري على البشت، فهناك (المروبع) و(المتوسع) و(الطابوق).
- 3- المعلمة: وهي قماش محاك بالوبر وأثناء حياكته يدخل الزري في الظهر والأكتاف، وهي قليلة الإنتشار في الوقت الراهن.
- 4- السويعية: وهي عباءة خاصة بالنساء ولها مكسر على البشوت الجبرة (السميكة) وتدعى أيضا بـ(الجناع).
- 5- البخية: وهي مماثلة لخياطة المنديلي والسوري، ولا فرق بينهما إلا أن هذا النوع يستخدم فيها الحرير بدلا من (الزري).
- 6- بودي: وهي خياطة أقل عرضا من المنديلي والسوري حيث يكتفى بثلاث مراحل هي (التركيب) و(المكسر) و(بروج).
- 7- مكسر كاسبي: وهي خياطة يكتفى فيها بمرحلة واحدة هي (المكسر).
- 8- مكسر بريسم: وهي خياطة تشبه (المكسر الكاسبي) ولا فرق بينهما إلا في نوع الخيوط حيث يستخدم خيوط (البريسم).
- 9- المزوية: وهو بشت يلبسه النساء
- 10- المدخل: وهو بشت يلبسه النساء، غير أنه يمتاز بسماكته الزائدة.
ومن أهم أنواع البشوت:
- البشت الحساوي: وقد صنع هذا البشت في الإحساء حيث أن أهل الإحساء كانوا معروفين بصناعة البشوت والعباءات النسائية بل أنه في فترة سابقة لم يعرف أحد غير الإحسائيين في صناعة البشوت والعباءات في السعودية والتي كانت تصدر إلى مختلف مناطق السعودية وكذلك إلى بقية دول الخليج والعراق.
- البشت النجفي: إن من أشهر البشوت القديمة والتي ماتزال تتصدر كافة البشوت هو البشت النجفي حيث يمتاز بخفته وجمال لونه وتطريزه وهذا البشت قديما كان غاليا وما يزال حيث يعتبر لبس علية القوم والوجهاء منهم.
بشت دشتي: وهو من البشوت المعروفة بلونين حيث يتحول لونه
تبعا للإضاءة الموجودة
- البشت اللندني: ويقصد به القماش الذي يأتي من لندن وهو عدة أنواع للصيف والشتاء بل أن هناك بشت بعينه يطلق عليه اللندني.
- الماريني: وهو نوع لندني ايضا ولكنه من الأنواع التي لاقت شهرة واستحسانا من قبل لابسي البشوت.
- البشت الياباني: ويقصد به أيضا القماش الذي يأتي من اليابان ومنه أيضا الشتوي والصيفي.
ألوان البشوت:
لقد عرف البشت والوانه منذ زمن بعيد قبل الإسلام
وكان على رأس الألوان اللون الأسود والأبيض والبني، وقد كان سائدا في بعض بلدان
الخليج ارتداء البشت الأبيض ربما تيمنا بهذا اللون وتفضيلا على بقية الألوان ولكن
اللون الأسود هو الآخر منتشر بشكل كبير بين الناس سابقا، وقد عرف العباسيون
بعمامتهم وعباءتهم السوداء، ولم يعد هذان اللونان الغالبان بل هناك ألوان أخرى
اليوم بسبب آلة النسيج وبسبب سهولة الحصول على الألوان التي تصبغ بها الأقمشة
والتي قد لاتبهت مع مرور الزمن، ومن هذه الألوان الأزرق، والسماوي، والأشقر،
والعودي ( بني محروق ) والليموني وألوان أخرى متعددة.
إلا أنه إذا فقد البشت لونه فإنه يعاد صبغه لكي
يكون براقا متجددا وقد كان قام أهل الإمارات بصبغ البشوت من مواد نباتية طبيعية
مثل الحناء وقشور الرمان وغيرهما
متى يلبس البشت ومن الذين يلبسونه ..
في السابق كان معظم الرجال يلبسون البشوت او المشالح دون مناسبة معينة بل هي جزء من لباسهم التقليدي المتعارف عليه، اختفت هذه الظاهرة قليلا واصبحت لذوي الوجاهة والنفوذ فقط. ويقتصر العامة في وقتنا هذا على ارتدائها في حفل الزواج والمناسبات ..
القيمة المعنوية للبشت:
إن للبشت أهمية كبرى عند أبناء الخليج، خصوصا في
الأزمنة السابقة حيث أنه كان قطعة رئيسية تلبس من قبل كافة الناس أو اغلبهم على
الأقل صغارا وكبارا، ولايترك البشت لأي سبب من الأسباب حتى لو كان الجو حارا،
واليوم أصبح البشت من الملابس الرئيسية للحكام والرؤساء والوجهاء والوزراء
والسفراء وغيرهم حيث أن هؤلاء يعتبر البشت بالنسبة لهم ملبسا رئيسيا أما لبقية
الناس فإنهم يرتدونه في المناسبات مثل الأعياد والزواج وغيرهما.
ويمثل البشت وجاهة الشخص وافتخار شخصيته لأنه
يعبر عن الهوية العربية والمكانة الإجتماعية ولذلك يحرص الشخص على ارتداء أفضل
الأنواع وأجودها، ومن أجل أن تكتمل الصورة بالنسبة للابس البشت لابد له أن يرتدي
الرجل القحفية والغترة والعقال وفي هذه الحالة فإن الغترة تترك منسدلة من جميع
الجهات، وليس من المقبول إطلاقا أن يلبس البشت من دون الغترة والعقال بل أن اللباس
بهذه الطريقة لايعتبر نقيصة فحسب وإنما يعتبر استهانة بالبشت ومكانته في الخليج
وإن كان بعض الناس في مناطق أخرى غير الخليج يرتدون البشت ويرتدون معه القحفية فقط
وذلك ما لاينطبق على منطقة الخليج العربي، ولكن قد يلبسه بعض علماء الدين مع
الغترة من دون العقال، كما أنه يلبس مع العمامة كما هو الحال مع الكثير من علماء
الدين وطلاب العلوم الدينية.
وقد كان البشت وما يزال من "الخلع"
والهدايا التي تقدم لزوار الرؤساء والأمراء والحكام، وقد عرف ذلك خصوصا عن
العباسيين حيث كانت هناك أنواع عدة من العباءات وغيرها تهدى للقضاة والأمراء
والزوار وغيرهم. على أن هذه الهدية تمثل الكثير بالنسبة لمن تهدى إليه إذ أن فيها
تعابير خاصة قد تفتقدها أنواع أخرى من الهدايا، وفي الخليج العربي عرفت هدية البشت
إضافة إلى أمور تراثية أخرى ومن أهمها السيف المذهب الذي يهدى من حاكم إلى حاكم
آخر أو يهدى من جهة رسمية أو غير رسمية إلى حاكم أو مسؤول ما، وقد أصبح البشت والسيف
من الهدايا المعتبرة في منطقة الخليج العربي
طريقة لبس البشت:
إن الطريقة العامة للبس البشت هو وضعه على
الأكتاف منسدلا إلى الأرجل وبذلك فإن البشت يغطي منطقة الظهر والجانبين الأيمن
والأيسر ويتم من الأمام مفتوحا، وفي هذه الحالة فإن الغترة التي يوضع فوقها العقال
لابد وأن تكون منسدلة من جميع الجوانب إذ لاتكتمل صورة لبس البشت إلا بهذه الطريقة
المعروفة في الخليج،ولكن هناك طرق أخرى حيث أن البشت أحيانا لايلبس بهذه الطريقة
وإنما يكتفي البعض بحمله في اليد اليسرى حيث يضمه إلى بعضه، والبعض الآخر كان يضمه
إلى بعضه ويضعه تحت إبطه ولكن عموم هؤلاء حين يصلون إلى المكان المقصود فإنهم
يفتحون البشت ويرتدونه بطريقته العادية، أما أثناء الجلوس فإنه يبقى على الكتف وقد
يسقط من على الكتف وربما يتركه صاحبه دون أن يعيده إلى وضعه الطبيعي إلا أن غالبية
الناس لايحب أن يترك البشت هكذا وإنما يعيده إلى وضعه الطبيعي كلما سقط من على
كتفه، أما إذا كان الشخص جالسا بين أصدقائه والمقربين منه فإنه قد لا يرتديه.
أما بالنسبة للبدو فإنهم لايتركون البشت في كل
الأحوال حتى في سفرهم وحلهم وترحالهم لأنه يمثل أكثر من مجرد بشت يلبس على البدن،
وخصوصا المسافر من البدو فإن البشت معينه في كثير من الأمور فإنه يلبسه أثناء مشيه
في الصحراء الكبيرة ليقيه حرارة الشمس، وما أن يتوقف للإستراحة فإنه يجعله بساطا
ليجلس عليه، أما إذا توقف في الليل ليستريح فإنه يستعمله كغطاء يلتحف به، بل أن
بعض البدو جعله خيمته الصغيرة جدا حيث أنه إذا أراد أن يستريح أثناء الطريق نهارا
فإنه يثبت عصاه في الأرض ثم يضع البشت عليها على شاكلة خيمة ويصنع له ظلا ينام
ويستريح تحته، أما إذا هبت الرياح فإن البشت هو الحافظ الذي يقي البدوي الأتربة
التي تزحف بسبب الرياح.
طرق الإهتمام بالبشت:
لقد اهتم ابن الخليج بملابسه اهتماما كبيرا سواء
كان من حيث الشكل والخياطة أو من حيث النظافة فمظهره عامة يوحي باهتمامه بملابسه،
فقد قام ابن الخليج بتطيبب ملابسه بشكل يومي ولاسيما البشت والكندورة والغترة
باعتبار أنها القطع الرئيسية في الملابس. ولتطييب البشت فإن هناك قطعة مصنوعة من
الخشب على شكل هرمي فيها فتحات تسمى المبخرة إذ يوضع البشت عليها ويوضع المبخر
الذي يحتوي على العود والبخور في أسفلها حيث يصعد دخانه إلى الأعلى وبذلك يتم
تطييب البشت.
والبشت يحتاج إلى اهتمام خاص من أجل الحفاظ عليه
خصوصا في الأزمنة السابقة حيث أنه كان رداء كل شخص من الرجال والأولاد وقد كان
البشت غاليا، ولذلك يتم الإحتفاظ به لمدة زمنية طويلة فعلا قد تصل إلى 30 عاما بل
أكثر من ذلك.
وطرق العناية بالبشت هي كالتالي:
عملية الصقل: يتعرض الزري الذي فوق البشت إلى
تغير لونه بعد فترة طويلة من الزمان وذلك يحتاج إلى صقل وتسمى عملية الصقل
"برداخ" والذي يقوم بهذا الصقل هم أنفسهم الخياطون والمختصون، حيث يدق
الزري بطريقة خاصة وينظف ومن ثم يعود لونه من جديد، وقد لايعود كما كان أول مرة
ولكنه يبدو براقا.
قد توضع بعض الملابس على الأرض من دون أن تتأثر
ولكن البشت قد يتأثر سلبا إذا وضع على الأرض ولذلك ينصح لابسي البشوت بتعليقه
دائما.
يغسل البشت باليد خصوصا في القديم إذ لم يكن هناك
غسالات ولكن مع وجود الغسالات فإنه يبقى يغسل باليد أو بالبخار لأن الغسالة قد
تؤثر عليه وخصوصا على الزري.
إن للعطور الدهنية والعربية بالخصوص تأثير على
البشت ولذلك يفضل عدم وضع هذه العطور عليه ولاسيما على الزري.
لابد من إبعاده عن الرطوبة والأمطار لكي لا يتعرض
الزري الذي عليه إلى التلف وتغير اللون.
تتم إعادة صبغ البشت كلما صار لونه باهتا، ويصبغ
عادة بمواد طبيعية من البيئة كقشور الرمان، وورق الشاي.
طريقة طيــــــــــــه
إن لطي البشت طريقة خاصة من أجل العناية به حيث
لايطوى بأي شكل من الأشكال بل يتم من خلال طريقة طيه الحفاظ عليه وعلى الزري الذي
يزينه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق